السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
سوف اشرح لكم قصتي من البداية عمري 25 سنه قبل سنتين كنت اعمل في مصرف مأمور سنترال
في يوم من الايام كنت اتناول ساندويس الفطور في مقر العمل فجأة شرقت شرقة قوية وبدأت اكح كثيرًا وجاني خوف شديد جدًا.
وبدأت أحس بضيق في التنفس واختلاف في حالتي ودوخه وعدم توازن في المشي , خرجت خارج المكتب أشم هواء وبدأ معي خوف شديد من الموت وأني سوف أموت في هذه اللحظة
أسرعت الى المستشفى وأنا لا أعرف اذهب الى اي طبيب يعني أي تخصصي ذهبت الى أنف وأذن وحنجرة.
وقال لي ماعندك شي المهم بدأ عندي ارتفاع في الحرارة ترددت على مستشفيات كثير جدًا لدرجه اني اذهب المستشفى وارجع له في اليوم الثاني
واقوله حالتي ما تغيرت من الخوف والوساوس
التي تنتابني والأحساس بالموت وتصور كل موقف يحصل معي انه النهاية وبعدة سوف أموت , ظللت اسبوع على هذا الحال بعده بدأت معي الام في البطن وغازات وحرقان وضغط في البطن
وذهبت الى عدة دكاترة ويقولون لديك القولون العصبي ولا زال مشتمر معي الى الان تخف أحيانًا وتزداد احيانًا. ماهو تقييمكم لحالتي دكاترتنا الأعزاء الوساوس أتعبتني جدًا والام البطن والغازات تزيد.
هل من علاج فعال ونهائي لحالتي فقد غيرت هذه الشرقة الي حصلت معي حياتي بالكامل مع العلم اني بأذن الله على وجه زواج قريبًا (نسأل الله السلامه) وجزاكم الله عنا خير الجزاء
السائل الكريم:
يبدو أن شخصيتك من النوع القلوق مما ساعد في تعرضك لنوبات الهلع التي سبقها عامل محفز لظهور هذا الاضطراب وهو الشرقة التي حدثت أثناء تناولك الطعام، واضطراب الهلع يشعرك بأعراض الموت، إضافة إلى ذلك أنت تعاني من أعراض القولون العصبي.
وعن علاج هذه الحالة عليك استخدام الدواء الذي يصفه لك طبيبك النفسي وأنصحك بالخضوع إلى برنامج علاج نفسي معرفي سلوكي.. وفيما يلي ملخص لخطوات العلاج المعرفي في هذه الحالة:
1) تكنيك منع الأفكار Thought prevention يساعد المعالج المريض على التعرف على هذا النموذج مع الشرح الوافى له – ثم يساعده لإخراج الأفكار السلبية التى أدت إلى نوبات الهلع والإحساس بالرعب والموت.
ثم محاولة وضع أفكار مضادة مثل " هذه الأحاسيس مجرد أعراض بسيطة عابرة ليس لها منشأ عضوي ".
هذا التكنيك يخفف من حدة القلق ومن حدوث نوبة الهلع. ومن القواعد الذهبية التى تساعد المريض للتغلب على الهلع هو الجزء السلوكي في العلاج المعرفي السلوكي وهو تدريبه على تمارين الاسترخاء.
2) تمارين التنفس Breathing exercises:
أحد أنواع العلاج السلوكى – يتعلم المريض التحكم في التنفس وكيف يجعله منتظم وهادئ وعميق وبطئ بدون أي نهجان (لأن النهجان هو النمط السريع وغير العميق في التنفس وهو نمط مرضي يساعد على ظهور نوبات الهلع).
3) التعرض لأعراض الهلع الجسدية: Exposure of symptoms
أحد تكنيكات العلاج السلوكي وفيه يساعد المعالج المريض على التعرف على الأعراض المرضية التي تحدث أثناء نوبة الهلع ثم يشجع المريض لأحداث مثل هذه الأعراض في الأوقات التي لا يعانى من نوبات الهلع مثل النهجان.
وأداء تمارين لتسرع ضربات القلب حتى يشعر بنفس أعراض نوبة الهلع ثم يساعده لاستدعاء فكرة الموت ويستبدلها بأنه لم يحدث بالرغم من وجود الأعراض وبالتالي يستطيع التغلب عليها.
- ملاحظات:
• من الضروري إعطاء المريض الواجب المنزلي (واجب علاجي) في كل جلسة ومناقشته في الجلسة القادمة ومن الممكن أن يكون الواجب كتابي أو أدائي ويكون مناسبا لما حدث في الجلسة.
• يفضل إلحاق المريض أثناء برنامج العلاج المعرفي السلوكي بجلسات علاج نفسي جماعي مرة أسبوعيًا.
• يستغرق العلاج المعرفي السلوكي لمرضى الهلع من 8 – 12 أسبوع وربما تطول المدة لتدريب المريض على المهارات الجديدة – ويجب إن يكون لدى المريض دافع للعلاج مما يجعله أكثر استجابة للعلاج المعرفي السلوكي.
الكاتب: أ.د. علاء الدين فرغلي
المصدر: موقع المستشار